طقس العرب – شهدت دول شرق المتوسط وشمال شبه الجزيرة العربية في الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر موجة سيبيرية شديدة البرودة وغير معتادة في مثل هذا الوقت من العام، ترافقت بأجواء يمكن وصفها بأنها مقتبسة من عمق فصل الشتاء، فيما سجلت عدة محطات رصد جوي في منطقة بلاد الشام درجات حرارة دون الصفر المئوي كحدث جوي استثنائي في مثل هذه الفترة من العام، تحديدًا أن المنطقة لا تزال ضمن فصل الخريف مناخيًا وفلكيًا.
تنامي بطيء وضعيف لظاهرة اللانينا، ولكن ما علاقتها بالموجة الباردة المبكرة التي تعرضت لها المنطقة؟
ووفقًا لآخر التقارير الصادرة عن وكالة “نوا” للمحيطات والغلاف الجوي، فإن المُخرجات الواردة من النماذج الجوية المناخية تشير إلى استمرار التطور البطيء للانينا الضعيفة في المحيط الهادئ الاستوائي خلال الأشهر القادمة وبنسبة تصل إلى 60%. ومن المتوقع أن تستمر هذه الظاهرة حتى الفترة بين يناير ومارس 2025، مما قد يؤثر على الأنماط المناخية العالمية.
وبالرغم من أن موجة البرد التي تعرضت لها المنطقة كانت مبكرة للغاية، إلا أنه لا يمكن الجزم بأنها ناتجة عن تطور ظاهرة اللانينا، حيث نتجت الموجة الباردة عن أنماط مناخية معقدة شهدتها منطقة النصف الشمالي للكرة الأرضية، حيث سيطر مرتفع جوي ضخم نواحي جنوب القارة الأوروبية وشمال الأطلسي، مما أدى لالتفاف الكتلة الهوائية شديدة البرودة حوله واندفاعها نحو شرق المتوسط بمسار شبه قاري.
ظاهرة اللانينا ترتبط إحصائيًا بفترات من الانقطاع المطري وحدوث موجات برد على فترات متعددة في الشرق الأوسط
وعلى الرغم من عدم إمكانية الجزم بأن اللانينا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بموجة البرد المبكرة، إلا أن ظاهرة اللانينا ترتبط إحصائيًا بفترات من الانقطاع المطري في منطقة الشرق الأوسط، وبتكرار موجات البرد، حيث ترتبط باشتداد تأثير المرتفع السيبيري على الجزيرة العربية وبلاد الشام خلال فصل الشتاء. وتؤثر ظاهرة اللانينا على المنطقة العربية غالبًا بقلة الأمطار في مناطق المشرق العربي، ما يعني إمكانية تعرض المنطقة إحصائيًا للمزيد من الموجات الباردة مستقبلاً.
ولكن يحدث العكس في مناطق المغرب العربي حيث تزداد الأمطار وتنخفض الحرارة عن معدلاتها، وتزداد فرصة حدوث الفيضانات والسيول في مناطق المغرب العربي، فيما تزداد فرصة الجفاف في مناطق المشرق العربي نتيجة شكل الأنظمة الجوية التي تسمح بتمدد المرتفع الجوي السيبيري.
والله أعلم.